شهدت مدينة عطبرة بولاية نهر النيل بالسودان يوم الأربعاء 19 ديسمبر 2018، خروج آلاف من الجماهير احتجاجاً على الازمات الراهنة أبرزها غلاء المعيشة. على إثر ذلك شهدت السودان تضخماً على مستوى المظاهرات لتشمل وتمتد إلى العاصمة – الخرطوم – في اليوم الثاني على التوالي، ونتيجة لذلك قامت شركات الإتصالات بقطع الإنترنت عن المنطقة إمّا بشكل كليّ وتام أو من خلال إبطاء سرعة الانترنت بشكل متفاوت أو اتباع سياسة حجب المواقع الإلكترونية خاصة تلك المتعلقة بتناقل الأخبار المحلية أو حتى القيام بحجب منصات مواقع التواصل الإجتماعي على رأسها فيسبوك وتويتر وواتساب.
تعبّر أكساس ناو عن موقفها الثابت اتجاه رفض حجب المواقع الإلكترونية وإغلاقها بأي طريقة كانت، حيث تشكّل السياسة المتبّعة انتهاكاً صارخاً لقرار الأمم المتحدة المتعلق بإدانة إغلاق الإنترنت و انتهاكاً لحقوق الإنسان الأساسية في مقدمتها الحق في الوصول إلى المعلومات وحرية التعبير عن الرأي عبر الإنترنت، الأمر الذي يجعل من مستخدمي الإنترنت عرضةً للخطر من خلال عزلهم بالكامل عن المنصات والمواقع الإلكترونية وعدم السماح لهم بمعرفة آخر التحديثات بخصوص الوضع الذي تشهده السودان في الوقت الحالي. ومع استمرار القيود على الإنترنت خلال اليوم، من المتوقع أن يكلّف الإنقطاع اقتصاد السودان ما يقدر بـ 15 مليون دولار أمريكي وفقًا لـ COST، وهي منصة تقييم الأثر الاقتصادي للناتج المحلي الإجمالي لإضطرابات انقطاع أو ايقاف الإنترنت والتي تقوم على استخدام نموذج اقتصادي وضعته مؤسسة بروكينغز.
في ظل الاعتماد المتزايد لمختلف الفئات المجتمعيّة لاستخدام الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي خاصةً وقت اندلاع احتجاجات مماثلة، فإن الإنترنت أصبحت الوسيلة الوحيدة التي تمّكن الأفراد من البقاء على اتصال مع الواقع ومتابعة آخر الأحداث، وبالتالي تمكين الأفراد ومستخدمي الإنترنت من التواصل فيما بينهم والإبلاغ عن أحدث المستجدّات للعالم الخارجي.
تطالب وتدعو أكساس ناو كافة الجهات والسلطّات المعنيّة والمسؤولة عن قطع الإنترنت بالوقف الفوريّ لسياسّتها الجائرة بحق مستخدمي الانترنت وإعادة تمكين وصول كافّة مستخدمي الإنترنت في السودان إلى المواقع الإلكترونية المتعلقة بالأخبار خاصّةً ومنصّات التواصل الاجتماعي.
تدعم حملة KeepitOn# في أكساس ناو ما يقارب من 90 منظمة وجمعية من 41 دولة في جميع أنحاء العالم وخاصة تلك الدول التي تعمل على إيقاف عمليات إغلاق الإنترنت على مختلف المستويات، سواء كانت هذه الجهات أو المنظمات تابعة للحكومات أو لشركات الاتصالات أو لشركات تكنولوجيا المعلومات والتقنيات وصولاً إلى مستخدمي الإنترنت العاديين. كما يمكنكم المشاركة في تعبئة الاستبيان الذي أعدته سمكس “SMEX” لرصد حالات قطع وإبطاء الإنترنت في السودان خلال التظاهرات للمساهمة من أجل إيجاد حلول بديلة ودراسة مدى تأثير انقطاع الانترنت على المستخدمين. كما يمكن للمتضررين من إيقاف الإنترنت التواصل معنا وسنقوم بتقديم المساعدة لكم!