Read in English / للقراءة بالانجليزية
تنويه: تحتوي هذه التدوينة على إشارات إلى العنف والاعتداءات الجنسية.
تُندّد منظمة اكساس ناو بقيام السلطات السودانية بفرض عملية حجب للإنترنت في السودان اليوم، 25 أكتوبر 2021 في الوقت الذي تحرّكت فيه القوات العسكرية للاستيلاء على الحكومة في إطار انقلاب عسكري.
وأعلن الفريق الأوّل عبد الفتاح البرهان عن فرض حالة الطوارئ في السودان أثناء مؤتمر صحفي تم بثّه على التلفزيون، وأعرب عن أخذه بزمام الحكومة وحلّ المجلس السيادي، الذي يُمثّل الحكومة الانتقالية السودانية، والذي كان يضم أعضاء مدنيين وعسكريين.
وفي وقت سابق من صباح اليوم، صرّح وزير الثقافة والإعلام عبر فيسبوك بأن الجيش قد اعتقل عبد الله حمدوك، رئيس الوزراء السوداني، بالإضافة إلى عدد من المسؤولين الحكوميين الآخرين واحتجازهم حاليا في مكان مجهول.
سرعان ما بدأت السلطات السودانية في تعطيل الوصول إلى الإنترنت وخدمات الاتصال بمجرّد أن ذاعت أخبار الانقلاب العسكري. وتُشير بيانات مستخلصة من تقارير الشفافية من غوغل ومن مشروع تحليل وكشف انقطاع الإنترنت (IODA) انخفاضًا هائلًا في حركة الاتصال بالإنترنت على الساعة الثالثة صباحًا تقريبا بالتوقيت العالمي الموحد (UTC). ويؤثّر هذا الحجب على الاتصال الثابت والنقال بالإنترنت في شتى أرجاء البلاد وعلى مستوى كافة مزوّدي خدمات الإنترنت.
“إن فرض عمليات حجب الإنترنت وتعطيل الوصول إلى الخطوط الهاتفية يُعدّ انتهاكا للقانون الدولي لحقوق الإنسان،” قالت فيليسيا أنتونيو، مسؤولة على المناصرة وقائدة ائتلاف مقاومة حجب الإنترنت #KeepItOn ضمن منظمة أكسس ناو. “إن حجب الإنترنت في الوقت الذي يُزاح فيه الستار على انقلاب عسكري وفي حين خروج المتظاهرين إلى الشوارع هي إشارة واضحة على محاولة أحدهم التستّر على شيء ما. وبعد أن واجهت السلطات الاحتجاجات المنادية بالديمقراطية في سنة 2019 بحجب شامل للإنترنت، فقد أُصيب العالم بصدمة كبيرة إزاء الأعمال الفظيعة التي ارتُكبت في حق الشعب السوداني، وإن العودة إلى هذه التكتيكات ما هي إلا علامة تحذيرية لما قد يُخفيه المستقبل”.
وبحسب عدد من النشطاء على تويتر، فقد خرج الشعب السوداني إلى الشوارع صباح يوم الإثنين احتجاجًا على الانقلاب العسكري رافعين الوسوم التالية #لا_للانقلاب_العسكري #العصيان_المدني_العام #الردة_مستحيلة #SudanCoup.
“لقد تم ارتكاب أحد أحلك الفصول في تاريخ السودان عندما كانت الإنترنت محجوبة، حيث تم قتل المتظاهرين السلميين وإصابتهم واغتصابهم وإهانتهم دون هوادة،” قالت مروة فطافطة، مديرة السياسات بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة أكسس ناو. “يجب علينا ألاّ نسمح بأن يُعيد التاريخ نفسه في أعقاب الانقلاب العسكري وبينما يخرج الشعب السوداني إلى الشوارع للاحتجاج. يتعيّن أن تبقى الإنترنت مفتوحة في الوقت الذي يُحوّل العالم فيه أنظاره نحو السودان”.
تضمّ منظمة أكسس ناو صوتها إلى المجتمع العالمي لحثّ السلطات السودانية على الإرجاع الكامل والفوري للوصول إلى الإنترنت وخدمات الاتصال ومقاومة حجب الإنترنت #KeepItOn. إن التدفق الحر للمعلومات هو أمر حيوي للناس في السودان للبقاء في مأمن وللتواصل مع ذويهم وأحبائهم ولإعلاء أصواتهم في ظل التهديد الذي تتعرّض له الديمقراطية.