يُشكِّل قطع الإنترنت وحجبه المتكرّر وغير المُبرَّر أثناء الامتحانات من قبل الحكومات في بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي والمعايير الدولية لحقوق الإنسان. وعلى الرغم من الإخفاق الواضح لهذه الممارسات كإجراء احترازي لمنع الطلّاب من الغشّ أثناء الامتحانات، تستمرّ الحكومات في قطع الإنترنت وحجبه أثناء الامتحانات، حيث تتعطّل بعض الخدمات الأساسية عبر الإنترنت تماماً، ممّا يؤدّي إلى استياء واسع في الرأي العام.
ولا يؤثّر هذا على الطلّاب فقط، بل أيضاً على ملايين الأشخاص الآخرين، إذ ينتهك حقوق الإنسان ويُعطِّل الأنشطة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية الأساسية.
لهذا السبب، تعمل منظّمات “أكساس ناو” و”سمكس” و”جمعية الإنترنت” على رصد حالة الإنترنت عن كثب أثناء الامتحانات في عام 2023. انضمّوا إلينا لمطالبة السلطات بضمان الوصول الحرّ والمفتوح إلى الإنترنت في جميع الأوقات. يجب على حكومات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن تستجيب لندائنا: #لا_لقطع_الإنترنت_خلال_الامتحانات!
البلدان قيد المتابعة
الجزائر
تحديث:
على الرغم من مطالباتنا للحكومة الجزائرية بعدم قطع الإنترنت أثناء الامتحانات، قامت السلطات بحجب الإنترنت لمدة خمسة أيام متتالية (من 11 يونيو إلى 15 يونيو) خلال فترة الامتحانات الوطنية. وتم استعادة الاتصال بالإنترنت بشكل طبيعي في 16 يونيو.
امتحانات الثانوية العامّة: 11 حزيران/يونيو – 15 حزيران/يونيو، 2023
فرضت السلطات الجزائرية قطع الإنترنت أثناء الامتحانات منذ عام 2016، وعمدت تدريجياً إلى توسيع نطاق وحجم هذه الإجراءات التعسّفية لتشمل حظر المنصّات أو تعطيل شبكات الهاتف الجوّال، بالإضافة إلى قطع اتّصالات الإنترنت عبر الخطوط الثابتة. في الآونة الأخيرة، وعدت السلطات الجزائرية – بدءاً من الرئيس عبد المجيد تبون إلى وزير التربية – بأنّها لن تقبل بعد الآن بقطع الإنترنت وأنّها ستبحث عن بدائل. وبالرغم من ذلك، لم يفوا بالوعود التي قطعوها حيث منعوا الوصول إلى مواقع إلكترونية وتطبيقات معيّنة في عام 2022. وهذا يجعل الحكومة الجزائرية واحدة من أكثر المُرتكِبين المتكرّرين لممارسات قطع الإنترنت أثناء الامتحانات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
حاولت السلطات تبرير هذه التعطيلات باعتبارها إجراءات ضرورية لتأمين الامتحانات، بدلاً من البحث عن طرق بديلة تكفل حماية حقوق المواطنين/ات. وهذا يعني أنَّ المواطنين/ات والشركات يدفعون الثمن عاماً بعد عام.
الأردن
امتحانات شهادة الدراسة الثانوية العامّة (امتحانات التوجيهي) – 4 تمّوز/يوليو – 25 تمّوز/يوليو، 2023
تحجب السلطات في الأردن منصّات التواصل أثناء امتحانات التوجيهي منذ عام 2015. يحصل هذا الحظر للتطبيقات بدون أساس قانوني، ولا يؤدّي الغرض المنشود منه لناحية مكافحة الغشّ، ويؤثّر بشكل سلبي ملحوظ على حقوق الإنسان كما يُعطِّل الأنشطة التجارية والاتّصالات والوصول إلى الخدمات الصحّية الطارئة.
يجب أن تجد السلطات الأردنية حلولاً بديلة بدلاً من الاستمرار في هذا الحجب كلّ سنة، ممّا قد يؤدّي إلى تحويل هذا الإجراء إلى تدبير اعتيادي. هل ستُغيِّر السلطات الأردنية نهجها في عام 2023 وتمتنع عن قطع الإنترنت أثناء الامتحانات؟ #KeepItOn
العراق
تحديث:
بعد سلسلة متكررة من عمليات حجب الإنترنت أثناء الامتحانات في أشهر يونيو ويوليو وأغسطس لهذا العام، قررت السلطات العراقية قطع الإنترنت مرة أخرى طوال معظم شهر سبتمبر، وتحديداً خلال الساعات الأولى من صباح أيام الامتحانات. واستجابة لهذا القرار، أعلنت وزارة الاتصالات رفضها القاطع لهذه الخطوة بشكل علني.
أصبحت عمليات حجب الإنترنت أثناء الامتحانات ممارسة قمعية وتكررت بشكل متزايد هذا العام ، وذلك بعد فشل وزارة التربية بالالتزام بالوعد السابق الذي قدمته وزارة الاتصالات وتجاهلها لمطالب المجتمع المدني.
يجب على السلطات العراقية أن تبحث جدياً عن بدائل لهذه الممارسة القائمة التي تنتهك حقوق الإنسان وعليها أن تتوقف عن قطع الإنترنت! #لا_لقطع_الإنترنت_خلال_الامتحانات
امتحانات البكالوريا – 21 حزيران/يونيو – 15 تمّوز/يوليو، 2023
فرضت الحكومة العراقية قطع الإنترنت أثناء الامتحانات منذ عام 2015 عندما أمرت السلطات بإيقاف خدمات الإنترنت عبر الهاتف الجوّال لمدّة ثلاث ساعات خلال امتحانات البكالوريا. ويدفع المواطنون/ات في العراق ثمن هذه الممارسة التعسّفية منذ ذلك الحين بينما لا تعترف السلطات بالتأثير السلبي لهذه التعطيلات على الحقوق الأساسية ولا تبحث عن بدائل تحمي حقوق الناس.
في هذا العام، وفي فترةٍ مبكرة عكس المعتاد، حُظرت مواقع التواصل الاجتماعي ومنصّات المراسلة في العراق، بما في ذلك “واتساب” و”فيسبوك” و”تويتر” و”إنستغرام” خلال إحدى فترات الامتحانات.
موريتانيا
امتحانات البكالوريا: 14 حزيران/يونيو – 22 حزيران/يونيو، 2023
تفرض السلطات في موريتانيا أيضاً قطع الإنترنت أثناء الامتحانات. في عام 2019، حظرت السلطات الوصول إلى منصّات التواصل الاجتماعي لعدّة ساعات خلال امتحانات البكالوريا، الأمر الذي تسبَّب في عرقلة وتعطيل أعمال المواطنين/ات والشركات على حدّ سواء.
لدى الحكومة سجلّ سلبي سابق في قطع الإنترنت في محطّات وطنية رئيسية، وهو نمطٌ عزّزته السلطات في آذار/مارس 2023 عندما أوقفت خدمات الإنترنت عبر الهاتف الجوّال بعد فرار السجناء. انضمّوا إلينا لمحاسبة السلطات على أيّ تعطيل آخر من هذا النوع، بغضّ النظر عن المُبرِّرات.
سوريا
تحديث:
قام النظام في سوريا خلال فترة الامتحانات، تحديدًا في الـ25 و 26 من يونيو، بقطع الإنترنت على كامل البلاد، في مواصلة لهذه الممارسة القمعية التي بدأت في عام 2016. وقامت السلطات بتنفيذ حجب شامل للإنترنت مرتين، حيث استمر كل حجب لمدة ثلاث ساعات ونصف كل يوم خلال ساعات الصباح الباكر.
امتحانات البكالوريا – 7 حزيران/يونيو – 26 حزيران/يونيو
استخدم النظام السوري الإنترنت كسلاح لقمع الشعب وارتكاب الفظائع والانتهاكات حقوق الإنسان في سوريا، بما في ذلك القتل الجَمَاعي والاعتقال التعسّفي والاختفاء القسري والتهجير القسري. لجأت الحكومة السورية بشكل متكرّر إلى قطع الاتّصالات خلال الامتحانات منذ عام 2016. تعمد السلطات عادةً إلى إيقاف خدمات الإنترنت عبر الهاتف الجوّال لفترة لا تقلّ عن خمس ساعات خلال امتحانات البكالوريا. وفي عام 2022، ذهبت السلطات إلى أبعد من ذلك حيث قطعت الإنترنت في كلّ المناطق في أربعة تواريخ أثناء الامتحانات. هذا انتهاك فادح وغير ضروري وغير فعّال للحقّ الأساسي الذي يتمتّع به الشعب السوري في الوصول إلى المعلومات وحرّية التعبير وغير ذلك من الحقوق الأساسية الأخرى.
مع استمرار النزاع في سوريا، الذي يُقيِّد الوصول إلى المعلومات بالفعل، من الضروري إيقاف هذه الانتهاكات غير المُبرَّرة للحقوق، ويجب على السلطات السورية البحث عن وسائل بديلة وجدّية لمكافحة الغشّ أثناء الامتحانات.
ما الذي تستطيع أن تفعله
نحن نؤمن بأهمية مشاركة تجارب الأشخاص المتضرّرين من قطع الإنترنت. إذا واجهت هذه التجربة، أخبرنا/أخبرينا عن ذلك باستخدام هذا النموذج.
انضمّوا إلى منظّمة “أكساس ناو” ومنظّمة “سمكس” ومنظّمة “جمعية الإنترنت” وشركائنا حول العالم في دعوة الحكومات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى الامتناع عن قطع الإنترنت لنقول #لا_لقطع_الإنترنت_خلال_الامتحانات (#KeepItOn). تابعونا عبر الإنترنت للاطّلاع على المستجدّات وأخذ المبادرة لمنع قطع الإنترنت وحجبه خلال الامتحانات.