إقرأ بالإنجليزية.
يختلف شهر “الفخر” في سنة 2020 عن السنوات الفارطة، إذ أننا نجد أنفسنا في خضم تفشي وباء عالمي ومحاسبة عالمية بشأن العدالة العرقية، ويتعرّض البعض منا ضمن المجتمعات المعرّضة فعلا للخطر إلى تأثير غير متناسب جرّاء ما يحدث. إن كفاحاتنا متقاطعة أكثر من أي وقت مضى. وفي السنوات الأخيرة، شهدنا تقدّما باهرا لمجتمعات الميم (LGBTQ) في بعض أرجاء المعمورة وحالات ركود وتراجع في أرجاء أخرى – وهي أماكن يصعب علينا فيها أن نكون على سجيّتنا، بل وأن ذلك مخالف للقانون حتى.
نحن، في منظمة أكسس ناو، أعضاء في مجتمع الميم ومناصرين له، وإيماننا راسخ بأنه ينبغي علينا مساندة بعضنا البعض. ونُدرك تماما أن أعضاء مجتمع الميم يواجهون صعوبات لا تُحصى ولا تُعد لأننا جزء من هذه المجتمعات ومترابطين بها بطرق شتى. نعلم أنهم أكثر عرضة إلى الهجمات من خلال المضايقات والعنف الالكتروني، ويقعون ضحية للرقابة الإلكترونية إضافة إلى ترهيبهم عن طريق استقاء معلوماتهم الشخصية ونشرها وفضحها وكذلك استهدافهم من طرف قوات إنفاذ القانون.
وتتفاقم هذه المخاطر بالنسبة للبعض منا الذين يواجهون التهميش من جوانب متعدّدة من هوياتهم، سواء تعلّق ذلك بالعرق أو المجموعة الإثنية أو الدين أو غيرها من الجوانب الأخرى. وقد ضاعفت جائحة كوفيد-19 من مجالات حياتنا التي نواجه فيها نزاعات ونتعرّض فيها إلى المخاطر – بما في ذلك الشباب الملتزمون بالحجر الصحي مع عائلاتهم التي لا تدعمهم، والأشخاص ذوي البشرة السوداء والسمراء والذين هم أكثر عرضة للوفاة جرّاء وباء كوفيد-19 بالمقارنة مع الأعراق والمجموعات الإثنية الأخرى، وبالنسبة إلى الأشخاص العابرين جنسيا من بيننا الذي يواصلون مواجهة تمييز وعنف متصاعدين تجاههم. وقد توضّح ما كنا نعرفه سابقا: وهو أن شبكة الإنترنت هي أداة أساسية تُمكّننا من التواصل مع المجتمع وعيش حياتنا كاملة، وبالتالي يجب أن نضمن وصول الجميع إلى هذه الموارد بصفة موثوقة وآمنة وبكلفة مناسبة.
نحن، في أكسس ناو، نُقدّم الدعم التقني إلى منظمات المجتمع المدني والناشطين من خلال مساعدي الأمان الرقمي ونتقاسم الحكايات والحلول إلى جانب نشر البيانات المفيدة حول القضايا الرقمية التي تُعنى خصّيصا بالمجتمعات المعرّضة للخطر، وندعم كذلك مشاريع ومنظمات مجتمع الميم بشكل مباشر من خلال برنامجنا الخاص بإسداء المنح. ومهما كانت التحدّيات، فنحن متشبّثون بالتزامنا تجاه هذه القضية.
لقد وصل مجتمع الميم، مثله مثل حركات العدالة الاجتماعية الأخرى، إلى الوضع الراهن بعد خروجه إلى الشوارع – بما في ذلك ما حدث في أعمال الشغب في ستونوول سنة 1969 أين وقف مجتمع السود المتحوّلين جنسيا في وجه مضايقات الشرطة في بلدة غرينيتش، وقد اشتهرت هذه الحادثة وأفضت إلى ولادة تقاليد “الفخر”. وفي يومنا الحاضر وبالرغم من تفشّي الوباء، فإن العديد والعديد من المتظاهرين حول العالم يحتشدون على وجه السرعة من أجل العدالة العرقية وتقف منظمة أكسس ناو تضامنا مع حركة “حياة السود مهمة” (#BlackLivesMatter). إن كنتم تنوون المشاركة في مظاهرات أو احتجاجات ما، فيجب أن تكون سلامتكم الجسدية والرقمية من الأولويات. ونرجو منكم احترام قواعد التباعد الجسدي المعمول به محليا. فيما يلي بعض الموارد التي قد تجدونها مفيدة في علاقة بتعزيز أمانكم والحفاظ على سلامتكم:
- عدّة الإسعاف الأوّلي الرقمي عن طريق شبكة الاستجابة السريعة (RaReNet) ومراكز الاستجابة لحوادث الحواسيب (CiviCERT) (منظّمة أكسس ناو عضو فيها)
- دليل الدفاع عن النفس من الرقابة: حضور المظاهرات عن طريق مؤسسة الحدود الإلكترونية (EFF)
- كيفية التظاهر بأمان في عصر الرقابة عن طريق “وايرد” (Wired)
- لجنة حماية الصحفيين، إرشادات لسلامتكم: تغطية المظاهرات الأمريكية على العنف المسلّط من قبل الشرطة عن طريق لجنة حماية الصحفيين
- احمِ مظاهرتك عن طريق منصة الحق في التظاهر
- الدفاع عن حركاتنا: قاعدة المعارف المتعلّقة بالدفاع عن النفس الرقمي عن طريق مركز العدالة الإعلامية
- دليل المرونة الرقمية أثناء التظاهرات عن طريق “إيكواليتي لابز”
كما أن مساعدي الأمان الرقمي التابعين لأكسس ناو متاحون على مدار الساعة كامل أيام الأسبوع عن طريق [email protected] لتقديم الدعم في مجال الأمان الرقمي وفي الوقت الحقيقي لفائدة منظمات المجتمع المدني والناشطين والصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان الآخرين.
نتمنّى للجميع شهر “فخر” آمن ونعرض دعمنا على كل من يحتاجه.