|

ما الذي يحدث حقا في السودان؟

في ديسمبر 2018، خرج عشرات الآلاف من المتظاهرين الى الشوارع في السودان للمطالبة باستقالة الرئيس عمر حسن البشير الذي يترأس الحكم منذ حوالي 30 سنة على التوالي. وذلك بالتزامن مع إعلان الحكومة لمجموعة من الزيادات في الأسعار للتعامل مع التضخم المتصاعد في منتصف ديسمبر.

نتيجة لذلك، ومنذ أكثر من أسبوعين، عمّت المظاهرات أرجاء البلاد وعلى إثر ذلك تصدّت وواجهت قوات الأمن هذه الاحتجاجات بالغاز المسيل للدموع و إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين، الأمر الذي خلّف العديد من الاعتقالات إلى جانب سقوط عدد كبير من القتلى. وعلاوة على ذلك، قامت السلطات السودانية بحجب مواقع التواصل الإجتماعي (فيسبوك، تويتر، واتساب…) في جميع أنحاء البلاد في محاولة لاحتواء الاحتجاجات و التعتيم الإعلامي لتغطية الأحداث التي تشكل انتهاكا لحقوق الإنسان الأساسية، خاصّة ما يتعلق بصور ومقاطع فيديو المتظاهرين الجرحى أو حتى القتلى منهم، وقد امتد حجب المواقع في الفترة ما بين 20 و 28 ديسمبر 2018، ويبدو أنه تم تطبيق سياسة الحجب على جميع شركات الاتصالات باستثناء شركة زين. لكن سرعان ما فشلت تقنيات الحجب مع إستعمال المتظاهرين لل-VPN.

هل من القانوني استخدام VPN في السودان؟

بإستعمال هذه الخدمة فأنت بصدد تغيير عنوان بروتوكول الإنترنت (IP)من أجل الوصول إلى مواقع محجوبة من قبل السلطات، حيث تعاقب بعض الدول في شمال إفريقيا والشرق الأوسط على إستخدام خدمات الـVPN وذلك استناداً إلى قانون مكافحة جرائم المعلومات المعمول به في الإمارات، مصر وغيرها من الدول. ووفقاً للقوانين الحالية المتعلقة بالجرائم المعلوماتية في السودان والتي تم تحديثها مؤخرا في جوان 2018، فإن إستعمال خدمة ال VPN لا يُعّد من الجرائم التي يعاقب عليها القانون بالسجن أو بخطية مالية، أي أن استخدام هذه الخدمة غير مُجرّم.

ماهي أنواع ال VPN التي يمكن استعمالها لتخطي الحجب؟

في الدول التي تعيش أوضاعاً مشابهة للسودان، يمكن لمجتمع الأمان الرقمي توفير العديد من الخدمات المخصصة لتخطي حجب مواقع التواصل الإجتماعي. وعلى الرغم من وجود تطبيقات تقدم خدمة ال VPN, الاّ أن مستخدمي الانترنت قد يواجهون بعض الإشكاليات المتعلقة بالتطبيق العملي للخدمة. على سبيل المثال، أحدى التحديات ذات الصّلة بسياسة الحجب والتي قد يواجهها مستخدمي الانترنت، هي إمكانية الوصول من الأساس إلى خدمات الـ VPN التي يمكن أن تعمل في السودان. حيث أنّ العقوبات الأمريكية المُتخذة سابقاً ضد السودان، عرقلت إمكانية تنزيل أو تحميل بعض التطبيقات ذات الصلّة في ال VPN من متجر أبل أو جوجل App Store أو Google Play.

وعلى غرار ذلك، وفي حالة تمكن مستخدمي الإنترنت من الحصول على خدمة VPN وتسجيل الدخول إلى تطبيقات أو منّصات مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر، فإن تويتر يقوم حينها بتأمين المستخدم خارج حسابه (تسجيل خروج المستخدم) ‘بسبب نشاط مشبوه’ عندها لن يتمكن المستخدم من التحقق من حسابه باستخدام تقنية التوثيق الثنائي (two factor authentication) عبر رقم سوداني مما يمثل اشكالاً في إستخدام هذه الخدمة في نهاية الأمر.

لكن في الوقت الحالي، وحسب تجربة شركاؤنا في السودان فإن خدمة VPN Psiphon، والمتاحة لنظامي Android و iOS و ويندوز هي الأكثر نجاحاً ونجاعة لتخطي الحجب (الدليل متوفر باللغة العربية هنا).

ماذا بعد؟

مثل العديد من الدول الأخرى التي تقوم بقطع الإنترنت لأسباب مختلفة، فإن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها قطع الإنترنت في السودان ففي سنة 2013، قطع الإنترنت خلال مظاهرة مناهضة للحكومة بعد خفض الدعم عن الوقود، مما ضاعف في سعر الغاز.

تعبر أكساس ناو عن موقفها الثابت تجاه رفض حجب المواقع الإلكترونية وإغلاقها بأي طريقة كانت، حيث تشكّل السياسة المتبّعة انتهاكاً صارخاً لقرار الأمم المتحدة المتعلق بإدانة إغلاق الإنترنت و انتهاكاً لحقوق الإنسان الأساسية في مقدمتها الحق في الوصول إلى المعلومات وحرية التعبير عن الرأي عبر الإنترنت، الأمر الذي يجعل من مستخدمي الإنترنت عرضةً للخطر من خلال عزلهم بالكامل عن المنصات والمواقع الإلكترونية وعدم السماح لهم بمعرفة آخر التحديثات بخصوص الوضع الذي تشهده السودان في الوقت الحالي. كما تحث على دعم حق المواطنين السودانيين في الاحتجاج السلمي والتعبيرعن حقوقهم المشروعة.

تؤكد أكساس ناو على مطالبة السلطات بوقف نشر العنف و ضرورة تقديم ضمانات لحصول الشعب السوداني على صوت مسموع ومساحة كافية لممارسة حقهم الديمقراطي في الاحتجاج السلمي في بيئة آمنة ودون أي خوف أو مس بحقوقهم الأساسية.

قصتك يمكن أن تساعد في وقف قطع الإنترنت:

إذا كنت في السودان، فسيكون صوتك مهمًا بشكل خاص في الوقت الحالي. يمكن أن تساعدنا قصتك وأي معلومات تشاركها حول حادثة قطع الانترنت في مكافحة والوقوف في وجه الرقابة على الإنترنت في جميع أنحاء العالم. استخدم هذا النموذج لمشاركة قصتك مع العالم.