إمرأة قوية، طموحة وذات إرادة عالية. مدّونة وناشطة ومدافعة عن حقوق الإنسان إيماناً منها بالحرية وبرفع صوت الحق. البارحة في تاريخ 27 جانفي فارقت لينا بن مهني الحياة، وذلك بعد صراع طويل مع المرض الذي كانت تعاني منه على مدار عدة أعوام. وتخليداً لذكرى لينا، نشارك مقتطفات عن دورها في الدفاع عن حرية التعبير عن الرأي والمكافحة ضد الرقابة على الانترنت:
هي أستاذة جامعية أكملت تعليمها في تونس والولايات المتحدة الأمريكية. عرفت لينا من خلال مدونة قامت بإنشائها تعرف باسم “بنيّة تونسية”، كما أنها معروفة بنشاطها ودفاعها عن حقوق الإنسان ومشاركتها في حملات إطلاق سراح الطلبة المعتقلين في عهد الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي ومعارضتها لحجب مواقع الإنترنت والرقابة، حيث كانت لينا عنصراً فاعلاً ومهماً في حملة سيب صالح التي كانت تهدف إلى تنظيم مظاهرة ضد رقابة النظام الدكتاتوري للإنترنت في تونس. تم حجب مدونتها قبل الثورة التونسية والتي كانت من خلالها تشارك بنشاط وتنشر أخبار و صور توثق الاحتجاجات.
وواصلت لينا دورها الفاعل بعد الثورة ولم يقتصر كفاحها حول حرية التعبير على الإنترنت فقط وانما شمل العديد من المواضيع كحملة #وينو_الدواء وحملة #مانيش_مسامح وغيرها من القضايا التي تركت فيها بصمتها الخاصة.
“حرية التعبير لدينا في خطر حقيقي. أخشى أننا نفقد ثمار الثورة: اختفاء الخوف وحرية التعبير عن آرائنا. يجب علينا أن نستمر في القتال لحماية هذا الحق والحفاظ عليه”
في عام 2011، تم ترشيحها لنيل جائزة نوبل للسلام، كما حصلت جائزة ”شون ماك برايد” من المكتب الدولي للسلام عام 2012، إلى جانب العديد من الجوائز الأخرى، من بينها جائزة DW لأفضل مدونة في العالم حيث قامت بتقديم صورة واقعية عن الأحداث والأحوال التي كانت تعاني منها البلاد في ظل التعتيم الإعلامي في عهد الرئيس الدكتاتوريّ بن علي.
تتقدم منظمة أكسس ناو بأحر التعازي لعائلة الفقيدة و للعائلة الموسعة للمجتمع المدني ولتونس.
لقد كانت لينا صوت حرية التعبير وروح المجتمع المدني في تونس. سيذكر التاريخ لينا بن مهني كشخصية مساهمة في التحول الديمقراطي الذي عاشته تونس و لازالت اليوم.
ارقدي في سلام لينا بن مهني…