لم يتبق سوى يومين على الانتخابات الرئاسية في الجزائر والتي طال انتظارها منذ تنحي الرئيس بوتفليقة باستقالته في 3 أبريل 2019 قبل انتهاء فترة مهامه الدستورية في 28 أبريل. يرجع تنحيه إلى حراك الجزائر الذي بدأ من فيفري 2019 حيث خرج المئات من الناشطين الجزائريين في مظاهرات شعبية إلى الشوارع إحتجاجاً على تفشي الفساد والبطالة ورفضاً للنخب السياسية في البلاد.
تعد إنتخابات ديسمبر في الجزائر الأولى من نوعها بعد الإطاحة بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة وحكمه لمدة تتجاوز العشرين سنة، ويخشى العديد من الجزائريين أن يتم إغلاق الإنترنت خلال الإنتخابات القادمة كشكل من أشكال الرقابة، وحجب وسائل التواصل الإجتماعي حيث تعتبر ظاهرة قطع الإنترنت في الجزائر متفشية مع العلم أنه سبق للسلطات الجزائرية قطع خدمات الإنترنت بحجة الحد من الغش في الامتحانات الثانويةّ العامّة.
ما أهمية خدمة الإنترنت خلال الإنتخابات الجزائرية؟
يوجد بالجزائر نحو 34 مليون مشترك في خدمة الإنترنت الجوال، وحوالي 4 ملايين مشترك في الإنترنت الثابت (الأرضي)، الذي تحتكره شركة “اتصالات الجزائر” الحكومية، ويبلغ عدد سكان الجزائر أكثر من 41 مليون نسمة.
في ظل غياب مشهد إعلامي قوي ومستقل، شهدت وسائل الإعلام انتقاداً واسعاً من قِبل الناشطين والمشاركين في المظاهرات نظراً لدورها السلبيّ في عدم نقل الأخبار بصورتها الحقيقّة وبالتالي افتقارها للمصداقية. الأمر الذي دفع الناشطين في الحراك من اللجوء إلى إستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لبث تقارير حية حول ما يحدث في الشوارع.
تؤكد أكساس ناو على موقفها الثابت اتجاه ضرورة جعل خدمة الإنترنت متاحة للجميع خاصة في ظل المظاهرات، الأحداث الحالية والانتخابات المرتقبة، وذلك ضماناً لإيصال صوت الشعب الجزائري ومنحهم مساحة كافية لممارسة حقهم الديمقراطي في الاحتجاج السلمي في بيئة آمنة ودون أي خوف أو مس بحقوقهم الأساسية. كما تعبر اكسس ناو على أنّ قطع الانترنت من شأنه التأثير على حرية الصحافة وحرية التعبير وحرية التجمع السلميّ. الأمر الذي يمكن أن يؤثر على نتيجة الإنتخابات وتمشيها.
إذا كنت في الجزائر وفي حالة تسجيل أي حالة من الحالات المذكورة أعلاه:
يمكنك الإستعداد مقدماً في حالة حجب بعض مواقع الويب أو مواقع التواصل الإجتماعي وذلك بتحميل خدمات ال-VPN على هاتفك الجوال.
يمكنك أيضاً إجراء إختبار الرقابة على شبكتك وذلك من خلال تحميل تطبيقة OONI من (Google Play أو App Store).
يمكنك أيضاً إخبار تحالف الكيب ات أون #KeepItOn في حالة قطع الإنترنت أو إذا كانت خدمة الإنترنت بطيئًة بشكل استثنائي، فقم بتغريد إلينا باستخدام #KeepItOn أو البريد الإلكتروني [email protected] وسنبذل قصارى جهدنا لإخبار العالم وإيصال صوتك للجميع.
تندد أكسس ناو بموقفها الثابت تجاه رفض حجب المواقع الإلكترونية والتشويش على الإنترنت أو إغلاقه بأي طريقة كانت، حيث تشكّل السياسة المتبّعة انتهاكاً صارخاً لقرار الأمم المتحدة المتعلق بإدانة إغلاق الإنترنت و انتهاكاً لحقوق الإنسان الأساسية في مقدمتها الحق في الوصول إلى المعلومات وحرية التعبير عن الرأي عبر الإنترنت، الأمر الذي يجعل من مستخدمي الإنترنت عرضةً للخطر من خلال عزلهم بالكامل عن المنصات والمواقع الإلكترونية وعدم السماح لهم بمعرفة آخر التحديثات بخصوص الوضع الذي تشهده الجزائر في الوقت الحالي.
ملاحظة أخيرة، نشجع المنظمات المحلية على الانضمام إلى تحالف #KeepItOn للمساعدة في مكافحة إغلاق الإنترنت حول العالم. يمكنك معرفة المزيد هنا.